تسببت الرياح العاتية التي هبت على قطاع غزة الليالي الماضية ببعض الأضرار للمواطنين والمزارعين، إذ تجاوزت سرعة الرياح وهباتها حاجز 100 كم/ساعة، وذلك بفعل منخفض "إندور" القادم من قبرص.
وقال موقع "طقس فلسطين": "إن عواصف مطرية عنيفة تضرب معظم المناطق في فلسطين تسببت بخسائر هائلة، وإن العواصف الهوجاء تسببت بانقطاع الكهرباء، وتساقط لوحات إعلانية في أكثر من منطقة في الأراضي الفلسطينية".
أضرار عدة
وفي قطاع غزة بين المزارع حمدي الجرجاوي _وهو من أكبر مزارعي البطاطس في قطاع غزة_ أن الرياح العاتية التي مرت على قطاع غزة خلال اليومين الماضيين تسببت بضرر كبير لشتلات البطاطس المزروعة.
وقال "إن الريح القوية قصفت الشتلات وتسببت في كسر أغصانها، إضافة إلى نقل الريح كميات كبيرة من الأتربة التي كانت تعمل عمل الدبوس في وريقات البطاطس الضعيفة".
وتابع: "إن البطاطس محصول شتوي يزرع في الأراضي المكشوفة، لذلك لا يمكننا حمايته من الريح بأي طريقة"، مضيفًا: "إن الحامي لمحصول هذا العام هو الله وحده الذي بإرادته تتم الأمور".
ولفت إلى أنه لا يستطيع الآن إحصاء الخسائر التي أصابت محصوله، وذلك لأن المنخفض الجوي الحالي سيستمر منذ بداية الأسبوع حتى نهايته، متمنيًا أن يمر هذا الإعصار دون أي أضرار تلحق بالناس.
من جانبه أكد مدير العمليات المركزية في الدفاع المدني الملازم أول عبد الله الزهار وقوع عدة أضرار في منازل المواطنين، وبعض الأضرار عند المزارعين، مشددًا على أن الأضرار اقتصرت على الخسائر المادية فقط ،ولم تحدث أي خسائر في الأرواح.
وقال : "تعاملنا مع بعض المنازل المنهارة وأعمدة الكهرباء التي سقطت بفعل الريح العاتية، إضافة إلى خسائر عند بعض المزارعين وتكسر الأشجار لديهم"، مؤكدًا أن الدفاع المدني جاهز للتعامل مع كل الحوادث التي يواجهها في القطاع.
ونصح الزهار المواطنين باستخدام البدائل الحرارية مع انخفاض درجة الحرارة بطريقة حكيمة، مع مراقبة كاملة لهذا البديل، خاصة الشموع والأخشاب والفحم، والتعامل معها بحذر.
ولفت إلى أن هذه البدائل الحرارية يمكن أن تؤدي لاشتعال النيران بها، لذلك يجب الحذر منها، مبينًا أنه يمكن التواصل مع الدفاع المدني من خلال الاتصال على رقم (102) المجاني والإبلاغ عن أي حادث يعرض للمواطنين؛ حتى يوجه الدفاع المدني طواقمه للتعامل معها على وجه السرعة.
منخفض قوي
في السياق نفسه، أوضح المدير العام للسياسات والتخطيط في وزارة الزراعة م.نزار الوحيدي أن شدة الرياح في قطاع غزة ازدادت سرعتها خلال الليل، وتجاوزت السرعة المتوقع لها بمراحل كثيرة.
ولفت، إلى أن سرعة الرياح انتهت صباح أمس، وتحول الإعصار من إعصار مصحوب بالرياح إلى أجواء ماطرة بدأت منذ أمس، على أمل أن تستمر إلى نهاية الأسبوع الحالي.
وقال الوحيدي: "إن الأمطار التي تساقطت على القطاع حتى الآن خفيفة، ودون المتوقع من هذا الإعصار القوي، ولكن كلنا أمل أن تزيد في ساعات الليل وخلال الأيام القادمة"، متوقعًا أن تهدأ الرياح في الأيام القادمة وأن تكون الأمطار أكثر.
وتابع: "من المتوقع أيضًا أن تؤثر هذه الرياح على الدفيئات الزراعية والمحاصيل المكشوفة وغيرها"، ناصحًا المزارعين بالاهتمام بمزروعاتهم، واتباع الإرشادات التي تطلقها الوزارة ومتابعتها أولًا فأولًا.
ونوه الوحيدي إلى أنه في هذه الظروف يجب على المزارعين الاهتمام بتثبيت البيوت "البلاستيكية"؛ لأن الريح ربما تؤثر على الدفيئات والأشجار المرتفعة، إذ من المتوقع أن يحدث انخفاض حاد في درجات الحرارة، ما يسبب ظاهرة الصقيع والتيارات الهوائية الباردة التي تضر بشكل كبير المحاصيل الزراعية.
ونصح أصحاب مزارع الدواجن والأبقار والأغنام برعايتها، وإغلاقها جيدًا، والتحكم في درجة حرارتها، خاصة في مزارع الدواجن، مشيرًا إلى أن أصحاب المزارع السمكية عليهم تجديد المياه بشكل مستمر، وحمايتها من التيارات الهوائية، والمحافظة على درجة الحرارة.
وأوقع المنخفض الجوي الذي حل بالأراضي الفلسطينية نهاية الأسبوع عددًا من المصابين، إذ أصيب ستة أشخاص جراء سوء الأحوال الجوية، وأغلب الإصابات خفيفة بسبب سقوط الأشجار.
وقدرت دائرة الأرصاد الجوية (الإسرائيلية) لوكالة "فرانس برس" سرعة هبوب الرياح بـ120 كم/الساعة، مؤكدة أن أمطار هذا الشتاء هي الأكثر غزارة منذ عشر سنوات، وأن هذا الطقس سيتواصل في الأيام القادمة، وأنه من المتوقع سقوط الثلوج في الشمال وفي القدس وسط الأسبوع، وأنه سجلت حالات انقطاع في الكهرباء في كل أنحاء أراضي الـ(48).
وعلى الجانب الفلسطيني، أكد الدفاع المدني أن عددًا من الشوارع في قرى ومدن الضفة الغربية فاض بالمياه، وأغلقت محال تجارية في ساعات الصباح الأولى، في حين أنه لم تسجل أي إصابات في صفوف المواطنين.